بعد أن سمعت
تلك المعاني العظيمة شعرت بأن الكثافة التي كانت تمسك بي إلى الأرض تكاد تزول..
وصرت أشعر وكأني أرفرف مع الطير في السماء.. ثم لم أجد نفسي إلا وأنا أحمل رسالة
لم أعرف من صاحبها، ولا لمن يراد إرسالها.
فتحتها لأعرف
ما فيها.. فوجدت فيها هذه العبارة التي حفظتها من طول تردادي لها: (إلى شيخي
وقدوتي ومولاي ودليلي إلى ربي حجة الإسلام أبي حامد الغزالي.. سلام الله عليكم
ورحمته وبركاته..
سيدي.. لقد
طوتني ظلمات الأكوان.. وحجبتي أنواء الأزمان عن السير إلى ربي.. فصف لي من الطرق
أخصرها، وعلمني من الأسرار أدقها.. لعلي أفتح بها من أبوابي ما انغلق، وأرتق بها
من حالي ما انفتق)
عندما قرأت
الرسالة شعرت بداع عميق في نفسي يدعوني إلى البحث عن هذا الذي أرسلت له الرسالة..
فرحت أسير في
ذلك المحل الممتلئ بالغرابة..
وقد استوقفت
بعضهم فيه، وسألته عن هذا الغزالي الذي أرسلت له تلك الرسالة، فقال لي: ألا تعرف
الغزالي؟.. إنه أحد قواد العربة المقدسة.. إنك أمام بيته.. وليس عليك إلا تدق بابه
ليفتح لك.
ما إن مددت
يدي إلى الباب لأدق عليه حتى سمعت صوتا جهوريا يقول لي: ادخل با جاستن؟