قال: ألا ترى
أن الجاحدين حيل بينهم وبين معرفة الله حتى أنكروا وجوده؟
قلت: بلى..
ولكن ما علاقة ذلك بهذا؟
قال: أما
العارفون فلم يروا في الأكوان غير مولاهم.
قلت: ذلك
صحيح.
قال: فقد أجبت
على سؤالك إذن.. الصادق يرى ما لا يرى غيره.. فالله يكشف له من أسرار الخصوصية ما
ينحجب عن رؤيته الغافلون.
قال ذلك، ثم
انصرف عني..
***
ما هي إلا
لحظات قليلة حتى ربت على كتفي رجل آخر، وقال: هلم إلينا إن كنت تريد أن تركب
العربة المقدسة.. فلا يمكن أن يجد مولاه أو يطمع في وصاله من لم يتشرف بالركوب
فيها.
قلت: من أنتم؟..
فلا يمكنني أن أركب مع من لا أعرفهم.
قال: نحن قوم
عرفنا أن ربنا أعظم من أن تحيط به العقول.. فرحنا نبحث عنه بقلوبنا وأرواحنا.. لقد
سمعناه يقول:
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ
وُدّاً
(مريم:96).. وسمعناه يخبرنا بأن من أسمائه الحسنى (الودود)([342]) كما قال
تعالى:
وَهُوَ الْغَفُورُ