responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 681
قال: ألا ترى أن الجاحدين حيل بينهم وبين معرفة الله حتى أنكروا وجوده؟

قلت: بلى.. ولكن ما علاقة ذلك بهذا؟

قال: أما العارفون فلم يروا في الأكوان غير مولاهم.

قلت: ذلك صحيح.

قال: فقد أجبت على سؤالك إذن.. الصادق يرى ما لا يرى غيره.. فالله يكشف له من أسرار الخصوصية ما ينحجب عن رؤيته الغافلون.

قال ذلك، ثم انصرف عني..

***

ما هي إلا لحظات قليلة حتى ربت على كتفي رجل آخر، وقال: هلم إلينا إن كنت تريد أن تركب العربة المقدسة.. فلا يمكن أن يجد مولاه أو يطمع في وصاله من لم يتشرف بالركوب فيها.

قلت: من أنتم؟.. فلا يمكنني أن أركب مع من لا أعرفهم.

قال: نحن قوم عرفنا أن ربنا أعظم من أن تحيط به العقول.. فرحنا نبحث عنه بقلوبنا وأرواحنا.. لقد سمعناه يقول: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً (مريم:96).. وسمعناه يخبرنا بأن من أسمائه الحسنى (الودود)([342]) كما قال تعالى: وَهُوَ الْغَفُورُ


[342]الودود من أسماء الله تعالى يحتمل معنيان:

أحدهما: أنه الواد لعباده ، أي المحب لهم ، ولهذا قرنه باسمه الغفور إعلاما بأنه يغفر الذنب ويحب التائب منه، ويوده.

والثاني: أنه المودود ، وعلى هذا يكون سر اقتران الودود بالغفور ، هو استدعاؤه مودة العباد له ومحبتهم إياه باسم الغفور.

ولاشك في اقتران كلا المعنين، فالله يحب عباده، وهم يحبونه.

نام کتاب : الباحثون عن الله نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 681
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست