ولهذا كنت
أناضل بكل قوة على أن النصوص التي ورد فيها ما يشوه محبة الإله مدسوسة في الكتاب
المقدس، وليست منه، وقد جمعت من الأدلة على ذلك ما قضيت طول عمري في البحث عنه.
ولكني مع ذلك
كله كنت أتألم.. لأني لم أسمع كلمات الإله السليمة من أي تحريف.
وقد ظللت على
هذا مدة طويلة من عمري.. إلى أن جاء اليوم الذي أذن الله فيه أن أجد غايتي.. ولكني
بعد أن وجدتها، وأيقنت بما فيها من الحقائق والجمال أعرضت عنها.. ولم أتذكرها إلا
هذه اللحظات..
لقد حق في ما
قاله قرآن المسلمين فيمن أتته آيات الله، ثم انسلخ عنها.. لقد قال في حقه:
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا
فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا
لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ
فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ
يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ
الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) (الأعراف)
***
قال ذلك، ثم
غرق في صمت عميق، فنبهناه إلى ما كان يرمي الحديث عنه، فقال: لا أزال أذكر ذلك
اليوم جيدا.. إن المشاعر الجميلة التي شعرتها فيه لم أشعر بمثلها في حياتي أبدا..
لقد كنت فيه
قريبا جدا من الله.. ولولا الأهواء التي تثاقلت إليها لكنت الآن وليا من الأولياء..
أو قديسا من القديسين.