التفت إلى
رفاقه، ثم قال: ما بالي أذهب بعيدا.. لقد كنت تحدثني عن الكتاب المقدس..
قلت: أجل..
إنه وحي الله لأنبياء كثيرين..
قال: لمن
أرسلهم الله؟
قلت: لبني
إسرائيل.. كل أنبياء الكتاب المقدس من بني إسرائيل..
قال: ألا ترى
أن تخصيص شعب واحد بأنبياء كثيرين، وبأسفار كثيرة.. وفي أوقات متقاربة رحمة من
الله بذلك الشعب؟
قلت: بلى..
ولهذا هم يزعمون لأنفسهم أنهم شعب الله المختار.
قال: ذلك لعدم
فقههم عن ربهم.. وإلا فإن الله الذي رحم ذلك الشعوب بأولئك الأنبياء يستحيل أن لا
يرحم غيرهم من الشعوب..
قلت: ولكنكم
معشر المسلمين تزعمون أن رسالات الله ختمت بمحمد؟
قال: ذلك لأن
شريعة محمد (ص) قد شملت كل حاجات البشرية.. وقد ضمن لها مع ذلك الحفظ.. فلذلك أغنت
عن تعدد الرسل.. لأن الهدف ليس تكثير الرسل، وإنما الهدف بلوغ الرسالة.