الكريم
يذكرها عقب الاستواء مباشرة، ليدل بذلك على وجوب مصاحبة الشكر للنعمة، قال تعالى:
لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا
اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا
كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (الزخرف:13)
وهذه النعم
المذكورة في القرآن الكريم مجرد نماذج، أو هي جوامع النعم، أما تفاصيلها، وعدها،
فهو مستعص غير ممكن، قال تعالى: وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا
سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ
الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (ابراهيم:34)
وتأتي الفاصلة
في آية أخرى لتخبر بأن الله غفور رحيم، قال تعالى: وَإِنْ
تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ
(النحل:18)
وكأن الأولى
تشير إلى الإنسان الجاحد المقصر في ذكر النعم، والثانية تشير إلى الشاكر العاجز عن
إحصائها.
قلت: وعيت كل
ما ذكرته.. ولعلي أسلم له.. ولكني لست أدري علاقته برحمة الله.
قال: إن ما
ذكرته لك مظهر عظيم من مظاهر الرحمة.. لكننا –
للأسف - نجد أنفسنا تنشغل عنه بمتاع زائل قليل كما انشغل ذلك الفيلسوف بوصف
الجواهر عن الاهتمام بالمعاني التي تكتبها الجواهر.
قلت: أنا لا
أزال في غفلتي.. ولذلك أنا أحتاج منك أن تفسر لي علاقة ذلك بالرحمة.
قال: لقد
شغلني في بداية طلبي ما شغلك.. وقد سألت عما سألتني عنه بديع الزمان.. أذكر ذلك
اليوم جيدا..