بل إن القرآن الكريم يخبرنا أن
هذا ديدن جميع أنبياء الله.. فكلهم عرف الخلق بنعم الله، وكلهم دعاهم إلى شكرها:
لقد أخبر الله
عن إبراهيم ، فذكر أنه: كَانَ
أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِراً
لَأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(121)
(النحل)
وذكر خطاب
موسى لقومه الجاحدين المخاصمين لربهم، الذين غمر
القنوط حياتهم، فصاروا ينظرون بعين سوداوية لكل الأشياء، فلا يرضيهم شيء، ولا
تسعدهم نعمة، فقال: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ
عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ
وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ
مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (ابراهيم:6)
وأخبر عن موسى
ذكره لنعمة ربه، وعدم استسلامه لقومه بسببها،
قال تعالى:
قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً
لِلْمُجْرِمِينَ(17) (القصص)
وفي آية أخرى
يأمرهم بذكر نعم الله المعنوية عليهم، قال تعالى:
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ
يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (20) (المائدة)
ولجحود بني
إسرائيل بقي الأمر بذكر نعم الله وعدم التطاول بها على عباده مستمرا بعد موسى إلى خاتم النبيين، قال تعالى: سَلْ بَنِي
إِسْرائيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ
اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(211)
(البقرة)
ويخبر عن
سليمان u ـ وهو الذي أوتي من الملك ما لم يؤت أحد ـ
فيثني عليه بوصف الشكر لابوصف الملك، قال تعالى:P فَتَبَسَّمَ
ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ