من:ما
أجمل خلق هذا، سالبة بهذا القول الجمال الحقيقي للشئ.. فأهانت باسنادها الجمال الى
الشئ نفسه جميع الموجودات حتى جعلت الكائنات شاكية عليها يوم القيامة..)
ثم قال لي: (نعم! إن الفلسفة
الملحدة إنما هي سفسطة لا حقيقة لها وتحقير للكون وإهانة له)
سكت قليلا، ثم قال: ألا ترى من
واجب العقول أن تنسجم كلمات الله المقدسة مع النعم التي أنعم بها؟
قلت: كيف تعتبر ذلك واجبا؟
قال: ألست ترى الذي يحسن إليك
أقل إحسان يسوؤه أن تجحده، وتكفر نعمه عليك؟
قلت: ذلك صحيح.. ولكننا نفعل
ذلك بسبب قصورنا البشري.. أما الله، فهو أعلى وأجل.
قال: صحيح.. ما قلته عن تنزيه
الله صحيح.. فالله الكريم الجواد لا يضره سخط الساخطين كما لا ينفعه شكر الشاكرين..
ولكن ألا ترى أن تعريف الله لعباده بأنه هو مصدر ما هم فيه من النعم ليشكروه فضل
منه عليهم؟
قلت: لم أفهم هذا.
قال: أرأيت لو أثقلتك الديون..
وتربص أصحابها بك الشر بسببها.. ثم فجأة يأتيك ظرف يحوي من المال ما يسد ديونك..
ثم تأتيك بعدها الظروف من أصناف الأموال لتسد جميع حاجاتك.. ألست تشتاق لمعرفة هذا
المنعم الذي من عليك بجميع هذه المنن؟