responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 649
أما أول الرجلين- أي ذلك الأجنبي – فيمثل وعلم الفلسفة والحكمة وسائر ما نعرفه من علوم مادية..

وأما الثاني.. فهو القرآن الكريم وتلاميذه..

قلت: لا أزال لا أفهم قصدك من إيراد هذا المثال.

قال: لطالما أقول لنفسي: إن صاحب هذا الكون البديع يستحيل أن يتركنا هملا لا يعرفنا بنفسه.. بل يستحيل أن يترك هذا الكون من غير تفسير.. ولذلك رحت أبحث عن تفسير يفسر هذا الكون.. ولم أجد في جميع ما يطلق عليه الناس كتبا مقدسة ما يفي بهذا بهذا الغرض سوى القرآن الكريم.

لقد قال لي بديع الزمان حينها: (نعم، ان القرآن الكريم المقروء هو أعظم تفسير وأسماه، وأبلغ ترجمان وأعلاه لهذا الكون البديع، الذي هو قرآن آخر عظيم منظور.. إن ذلك الفرقان الحكيم هو الذي يرشد الجن والإنس الى الآيات الكونية التي سطَّرها قلمُ القدرة الإلهية على صحائف الكون الواسع ودبجها على أوراق الأزمنة والعصور.. وهو الذي ينظر الى الموجودات - التي كل منها حرف ذو مغزى - بالمعنى الحرفي، أي ينظر اليها من حيث دلالتها على الصانع الجليل. فيقول: ما أحسنَ خلقه! ما أجملَ خلقه! ما أعظم دلالته على جمال المبدع الجليل.. وهكذا يكشف أمام الأنظار الجمالَ الحقيقي للكائنات.

أما ما يسمونه بعلم الحكمة وهي الفلسفة، فقد غرقت في تزيينات حروف الموجودات، وظلّت مبهوتة أمام علاقات بعضها ببعض، حتى ضلت عن الحقيقة.. فبينما كان عليها أن تنظر الى كتاب الكون نظرتها الى الحروف - الدالة على كاتبها - فقد نظرت اليها بالمعنى الاسمي، أي أن الموجودات قائمة بذاتها، وبدأت تتحدث عنها على هذه الصورة فتقول: ما أجمل هذا! بدلاً

نام کتاب : الباحثون عن الله نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 649
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست