قال: لقد ذكرت
لكم أني شاعر.. وشاعر يحن إلى تصوير الألم أكثر من حنينه إلى تصوير الأمل.. ولذلك
جعلت قبلتي لليتامى والمساكين والمستضعفين والمحرومين..
في تلك الأيام
التي التقيت فيها من تعلمت على يده أسرار الرحمة الإلهية.. بدا لي أن أزور السجن..
وهناك
استقبلني من كان يعرفني من مسؤوليه.. وقدموا لي كل قرابين الاحترام.. وقد سألتهم
أن يضعوني بين يدي السجناء.. لأحدثهم، ويحدثوني.. وقد استغربوا ذلك مني كما
استغربتم أنتم ذلك مني.
لكن أحدهم قال
لي: لاشك أنك سمعت بالسجين العجيب الذي دخل سجننا هذه الأيام.
قلت: لا.. لم
أسمع.. ولكن ما قصته؟
قال: لقد
زارنا في هذه الأيام سجين عجيب لم نر مثله في حياتنا..
قال آخر: أجل..
إنه سجين أسرنا بكلماته.. لقد صرنا نرى أنفسنا سجناء بالنسبة للجنة الفسيحة التي
يعيش فيها.