وقد نص القرآن
الكريم في مواضع كثيرة على استحقاق المؤمنين للدرجات بحسب أعمالهم، فقال تعالى:
وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ
(الأنعام:132)
بل أخبر أن
درجات الجنة أكثر بكثير من درجات التفاضل في الدنيا، قال تعالى:
انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ
دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً (الاسراء:21)
وأخبر أن
الدرجات العليا من استحقاق من تحققوا بحقيقة الإيمان، فقال تعالى:
أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ
وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (لأنفال:4)
وهذا القانون
الذي يتقاسم المؤمنون على أساسه نعيم الجنة ودرجاتها هو نفس القانون الذي يتقاسم
به أهل جهنم دركات النار، والذي عبر عنه قوله تعالى: وَلِكُلٍّ
دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ
(الاحقاف:19)
فلا يتساوى
أهل جهنم في العذاب كما لا يتساوى المؤمنون في النعيم، بل لكل حسب عمله وجهده
ووسعه، قال تعالى: انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ
أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً) (الاسراء:21)
هذا عن نعيم
أهل الجنة.. وعلاقة عملهم بها..
أما ارتباط
الجزاء المعد لأهل جهنم من الكفار والعصاة بالعمل، فتنص عليه الآيات القرآنية
الكثيرة في مواضع مختلفة:
منها أن يعرض
ذلك على صيغة الوعيد الإلهي الذي لا يتخلف، قال تعالى: أُولَئِكَ