لكن الله ـ
بعدله ـ يزن العمل، وكل ما يرتبط بالعمل من قريب أو من بعيد، ولهذ ورد التعبير عن
الميزان في القرآن الكريم بلفظ الجمع.
فمن موازين
الله العادلة ميزان الأعمال، وهو ميزان مختص بوزن الأعمال التي يقوم بها
الإنسان، فلكل عمل عند الله تعالى وزنه الخاص، وقيمته الخاصة.
وقد ورد في
النصوص أن هذا الميزان يزن كل شيء.. الصغير والكبير.. الجليل والحقير.. ذلك أن
الملائكة الكتبة يكتبون كل شيء.. كما قال تعالى: إِذْ
يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا
يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)
(ق)
وقد روي في
الحديث عن بلال بن الحارث المزني قال: قال رسول الله (ص):(
إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله
له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن
تبلغ ما بلغت، يكتب الله عليه بها، سخطه إلى يوم يلقاه) قال: فكان علقمة يقول: كم
من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث([287]).
ومن الأحاديث
التي رويت فيما يوزن في هذا الميزان ويثقله قوله (ص):(
كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله
وبحمده سبحان الله العظيم)([288])
وفي حديث آخر،
يقول رسول الله (ص):( والذي نفسي بيده لو جيء بالسموات والأرض ومن فيهن وما بينهن وما
تحتهن فوضعن في كفة الميزان ووضعت شهادة أن لا إله إلا الله في الكفة
[287] رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه، وقال الترمذي: حسن.
[288] رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة واللالكائي.