على
أساسها قوم في الوقت الذي يحرم منها غيرهم مع تساوي الاستحقاق، لأن ذلك لا يتناسب
مع العدل المطلق الذي بنيت عليه قوانين الآخرة.
ولذلك أخبر (ص)
أنه لا ينتفع من لا يستحق من أمته من هذه الشفاعة، فقال (ص)
في موعظة جمع لها الصحابة :( أيها الناس
إنكم محشورون إلى اللّه عزَّ وجلَّ حفاة عراة غرلا كَمَا
بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ (الانبياء: من الآية104)، وإن أول
الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا وإنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال
فأقول: أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح:
وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ
أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ
تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) (المائدة)، فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا
مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم)([271])
ومن الأهواء
التي تصورها الخلق بديلا عن الكسب الاغترارا بالأنساب، وتوهم أنها من القوة بحيث
تحول بين الله وعقوبة من يستحق العقوبة، فيتساوى في منطقها الصائم القائم بالسكير
الفاجر لأن نسب الفاجر ـ على حسب هذا الوهم ـ من القوة ما يلغي عدالة الله بين
عباده.
ولهذا أنكر
تعالى على الأمم قبلنا هذا الوهم، فقال تعالى: وَقَالَتِ
الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ
يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ
يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (المائدة:18)
وأخبر تعالى
أن لكل أمة ما كسبت، فلا يسأل إلا المكتسب، قال تعالى: تِلْكَ
أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ
عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (البقرة:134)، أي أن