وهكذا أصبحت
أصغر جسيمات المادة غير قابلة للتعريف بمعزل عن خيارات وأفعال المراقب الذى هو
ضرورى لا كشاهد فحسب، بل كمشارك أساسي.
وقد وصف فيغنر
وجهة نظر النظام القديم فقال: (كان جل العلماء الطبيعيين إلى عهد غير بعيد، ينكرون
بشدة وجود العقل أو الروح على أن النجاح الباهر الذي حققه علم الفيزياء
الميكانيكية والعيانية بصورة أعم، وكذلك علم الكيمياء، قد حجب الواقع الجلي، ذلك
الذي يقول أن الأفكار والرغبات والعواطف ليست من صنع المادة، وكان مقبولاً عند
العلماء الطبيعيين على نحو يشبه الإجماع إن لاشيء هناك سوى المادة)
ونتيجة لهذا،
فإن نظرية النسبية وميكانيكا الكم تمثلان خروجا مشتركاً بينهما على تفسير نيوتن
بإدخالهما العقل في المعادلة.
وهكذا حلت
الفيزياء في القرن العشرين تدريجياً محل المذاهب المادية بتأكيدها أن الفكر يقوم
بدور جوهري في الكون، وأنه لأمر مثير حقاً أن يصدر هذا التأكيد عن علم الفيزياء..
فلو قدر للمادة أن تصادف نجاحاً في أي مكان لتوقع لها المرء أن تنجح في مجال دراسة
المادة ذاتها.