في تلك الأيام
كنت أردد هذه العبارة كثيرا.. إلى أن سمعني مرة أخي، وكان رجلا من كبار رجال
الكنيسة.. فاستدعاني إلى مكتبه، وقال: أعرف المشاعر التي تشعر بها.. لقد مررت مثلك
بهذه المرحلة.. ولم يعالجني منها إلا مؤتمر كبير لعلماء اللاهوت.. حضرته.. وهناك
عرفت الله، واتصلت به، وسمعته..
قلت: أنت!؟..
كيف لم تخبرني؟
قال: ألست
إنسانا؟.. إن كل إنسان يحن إلى مصدره.. كل إنسان يحن إلى ربه..
لست أدري كيف
قلت من حيث لا أشعر: أنت مسلم إذن؟
غضب أخي غضبا
شديدا، وقال: مسلم!؟.. وما علاقة الإسلام بهذا؟
تداركت
الموقف، وقلت: لا أعني بالإسلام دين الإسلام.. وإنما أعني به الاستسلام لله
والركون إليه والخضوع بين يديه.
قال: صدقت في
هذا.. فليس هناك ما يعبر عن تلك الروحانية مثل هذه اللفظة.. لولا أن شوهها
الإسلام.
قلت: كيف
شوهها؟
قال: ألا تعلم
الصورة المشوهة التي يحملها المسلمون عن ربهم؟
قلت: كنت
أتصور أن ربنا وربهم واحد.. وأننا لا نختلف كثيرا في تصورنا لله، وإنما نختلف فيما
عدا ذلك.
قال: أنت لا
تعرف عقيدة المسلمين في الله إذن.. إن المسلمين يحملون صورة من أخطر صور