قال: ذلك سلاح
من أسلحتها.. فهي إن لم تطق أن تشغلك عنه.. شغلتك بالأوهام والشبهات التي تحول
بينك وبينه.
قلت: فأين
المصير؟
قال: إليه..
قلت: ولكني
أخاف أن يكون مصيري إلى الآلهة التي تصنعها الأوهام.. ألا ترى أن كل ملة من الملل،
وكل نحلة من النحل تحسب أنها على الحق.. وأن الحق لن يتجاوزها إلى غيرها.. فما
أدراني لعلي مثلها.. وأني عندما أضحك عليها لا أضحك إلا على نفسي؟
قال: لقد جعل
ربك للحقائق علامات وشروطا وقوانين يستحيل أن تتخلف..
قلت: أي
قوانين؟
قال: لقد خلق
الله لنا العقول.. وبرمجها بالبرامج المهيأة لإدراك الحقائق.. فمن سار على ضوئها
يستحيل أن يصل إلا إلى الحقائق.
قلت: أليس
للبشر جميعا عقول يفكرون بها؟
قال: بلى..
قلت: فلم
يختلفون إذن؟
قال: لأن فيهم
من يغلب عقله.. وفيهم من يغلب هواه.. وفيهم من يمزج عقله بهواه.. وفيهم من يسخر
عقله لهواه.