وتطورها،
أصل الإنسان ونشأته وتطوره، نشوء الديانات والعبادات والطقوس وتطورها، وأخيراً
يشدد على أن النهاية الحتمية لجميع الأشياء هي الفناء والعدم، ولا أمل لكائن بعدها
بشيء، إنه من السديم وإلى السديم يعود)
وهكذا وبكل بساطة تعتبر هذه
الأمور حقائق مقررة مسلماً بها علمياً، دون أن تقترن بأي إثبات لها، أهذا هو مستوى
الأمانة الفكرية عندك؟ أهذا هو المنهج العلمي السليم؟
ما أبعد المناهج العلمية عن
القصص التقريرية، التي تنسجها أخيلة الكتاب والأدباء والشعراء، أو أخيلة واضعي
النظريات لأغراض معينة.
في موضع آخر من كتابك العظيم
استشهدت بإعجاب برسل قائلا:( وفي مناسبة أخرى عندما سئل (رسل): هل يحيا الإنسان
بعد الموت؟ أجاب بالنفي، وشرح جوابه بقوله: عندما ننظر إلى هذا السؤال من زاوية
العلم وليس من خلال ضباب العاطفة نجد أنه من الصعب اكتشاف المبرر العقلي لاستمرار
الحياة بعد الموت، فالاعتقاد السائد بأننا نحيا بعد الموت يبدو لي بدون أي مرتكز
أو أساس علمي)
أهكذا ترفض الحقيقة التي جاء
بيانها بالأخبار الصادقة عن الله، بمجرد الاستبعاد؟
حينما يسمع المؤمن بالإسلام
جواب هذا الفيلسوف الإنكليزي عن الحياة بعد الموت، لا بد أن تسترجع ذاكرته الجواب
الجاهلي الذي كان يجيب به كفار العرب البدائيون، إذ قالوا كما حدثنا القرآن عنهم: أَإِذَا
مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (المؤمنون:
من الآية82)، وقال حاكيا عنهم: أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ
بَعِيدٌ) (قّ:3)
إن هذا المنطق يدلنا بوضوح على
أن الإنكار هو الذي لا يرتكز على أساس علمي، إنما يعتمد على مجرد التقرير للنفي،
أو استبعاد فكرة البعث بإطلاق عبارات التعجب.