الوجهة
العلمية، وهو القول الذى تصيده أساتذتك تصديا فى نهاية القرن الماضى ليبنوا عليه
تفسيرا علميا للكون والحياة والإنسان، ولقضية الألوهية؟
ألا تعلم ـ
حضرة الرفيق ـ أن طلاب الجامعات يدرسون هذه الأيام أن الكون المادى حدث ذات يوم،
ولم يكن موجودا من قبل، وأن عمر هذا الكون المادى يكاد يحدد الآن تحديدا علميا
دقيقا على ضوء المعلومات التى ترسلها الأقمار الصناعية التى تدور حول الشمس وغيرها
من الأفلاك.
ألا تعلم ـ
حضرة الرفيق ـ أن ماركس وإنجلز ولينين وغيرهم من أساتذتك العظام لم يكونوا مطالبين
بثقافة علمية أكبر من ثقافة عصرهم الذى وجدوا فيه، ولكنهم ـ مع ذلك ـ مسئولون ولا
شك مسئولية كاملة عن دعواهم بأن المادة هى التى تخلق، وأن من بين خلقها الإنسان؟
ما الدليل
العلمى على هذه الفرية؟
متى شوهدت
المادة وهى تخلق؟ وكيف تخلق؟!
بعد هذه
التساؤلات المنطقية، والتي أرجو أن تكشف لي غموضها.. فسأناقشك فيما ذكره أساتذتك
العظام من مبادئ الطبيعة وقوانينها([56]).
أما ما ذكروه
من أن الطبيعة كلٌّ واحد متماسك ترتبط فيه الأشياء والحوادث فيما بينها ارتباطاً
تاماً، فذلك صحيح.. وهو ـ عند المؤمنين ـ ظاهرة تدل على أن الخالق البارئ المصور
واحد مهيمن على كونه.. وهو يدبّره كله بنظام واحد مترابط الأسباب متشابك العناصر.
[56] هذه المناقشات ملخصة بتصرف واختصار من كتاب (كواشف زيوف) لحبنكة..
وقد اقتصرنا منها على الجانب المتعلق بالمادية الجدلية، دون سائر المبادئ الشيوعية
المرتبطة بالتاريخ والاقتصاد لعدم تناسبها مع الموضوع.