قال: في شارع
من شوارع تلك المدينة وجدت شيخا صاحب لحية بيضاء، لكنه خضبها بما زاده وقارا.. كان
الناس يطلقون عليه لقب (الزّندَاني).. وكان يحاور بهدوء رجلا من بلادنا كان اسمه
(البروفسور روبرت)، وقد كان على حسب ما يبدو صاحب منصب علمي مرموق([44]).
سألقي على
مسامعكم بعض ما سمعت من حديث..
قال الزنداني:
هل لديك استعداد يا بروفسور لأن نتحاور حول الإيمان بالله.
قال روبرت:
نعم
قال الزنداني:
هل كنت قبل مائة سنة موجوداً؟
قال روبرت: لا.
فقال
الزنداني: وهذه النباتات بأغصانها وجذورها وأزهارها هل كانت موجودة قبل آلاف أو
مئات السنين؟
[43] ذكرنا أن إسماعيل مظْهر قد تراجع عن الكثير من آرائه.. ونحب أن
ننبه هنا من جديد إلى أن الحوار الذي ذكره الغزالي كان مع ملحد لم يسمه.
[44] كان البروفسور (روبرت) مدير لمعهد للأرصاد تشترك فيه سبع وخمسون
جامعة أمريكية.. وقد جرى هذا النقاش ـ على حسب ما يذكر الزنداني ـ عقب المؤتمر
الدولي للإعجاز العلمي في إسلام آباد.