ويسمّى عالم المثال، وهو عالم الذر؛ وفيه ركّبَ الله تعالى لجلّ تلكم الأرواح أو النفوس، وهما - في الجملة - مترادفان، أبداناً مثاليّة، من طين مثالي؛ نظير صورة الشخص في المرآة، لا وزن له ولا أبعاد حسب قوانين عالم الدنيا العاجزة عن ذلك.
يدلّ عليه الأخبار المتواترة من طرق الفريقين سنة وشيعة؛ وجل الأخبار التي سردناها في هذا الكتاب، هي في هذا الخصوص.
العالم الرابع: عالم الدنيا.
ويسمّى عالم الأجساد، أو عالم الفساد فيما قال ابن سينا، أو عالم الفقدان فيما قال صدر المتألهين أو غيره، أو عالم الهلاك والفناء فيما قال القرآن الكريم فيما لا يحصى من الآيات البينات.
العالم الخامس: عالم البرزخ.
وهو عالم ما بعد الموت، قبل فناء عالم الدنيا. ولقد قال جماعات من أهل الحكمة وغيرهم إنّ للإنسان في هذا العالم بدن مثالي كعالم الأشباح، وهو الأشبه الأقرب، وبعض ما استأنسوا به لذلك، رؤية الموتى حال النوم بأبدان.