إذ لا بدّ من )فِي سِتَّةِ
أَيَّامٍ ( لتكون سلسلة الأسباب في التدبير منتجة لأكمل نظام ابتلاء، وأحسن
برنامج امتحان يتدحرج بين الموت والحياة والجوع والخوف والمرض ووو....
وقوله تعالى: )فَالْمُدَبِّرَاتِ
أَمْراً(([97]) أجلى
مصداق لسلسة أسباب التدبير؛ فحتى الموت قد قضى الله عزّ وجل أن لا يباشره إلاّ بتوسّط
عزرائيل 7، مع أنّه سبحانه هو المميت ولا مميت غيره إلاّ بإذنه، وهكذا نزول
الأمطار، فإنّها بتوسط ملائكة السحاب، مع أنّ الله هو المنزل؛ إذ ما تسقط من ورقة
إلاّ بإذنه..
وغير ذلك كتوسيط الوحي بينه سبحانه وبين
أنبيائه :؛ فالله لا يريد مجرد الكلام، ولو كان
هذا مراده سبحانه لكلّم كلّ خلقه، فضلاً عن الأنبياء، دون حجاب، بالضبط، كما فعل
في عالم الذر في قوله: )ألست بربكم قالوا
بلى(
أو كما كلّم النحل إلهاماً، أو كما كلّم السماوات والأرضين فقالتا: )أَتَيْنَا
طَائِعِينَ(..
مراده في عالم التدبير؛ لضعف القابل، وخسّة
عالم الدنيا، لا يتحقق إلاّ بحجاب وأبدان وأسباب وحر وبرد وموت وحياة و...؛ هذا هو
تفسير أمثال: )
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ
نام کتاب : عالم الذر نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 73