responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عالم الذر نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 72

حكمة كتابة التدبير؟!!.

والآن نأتي لجواب الشبهة السابقة وقد قيل في جوابها: لأنّ الملائكة لا تعلم بالتقدير قبل أن تعلمه عن الله تعالى؛ فلا لغويّة..

ويرد عليه أنّ هذا وإن كان حقّاً، لكنّه لا يدفع الشبهة؛ إذ ما الغرض من كتابة الملائكة :، وما علاقتها بتقدير الله الذي لا يعجزه شيء سبحانه؟!.

جوابه بسيط ضروريّ عند أهل المعقول، وإن - ربما - استعصـى على غيرهم من أرباب الجزم العجول، موجزه:

إنّ الله تعالى في هذه الدنيا وضع نظاماً لابتلاء عباده بالنحو الأكمل الأتم؛ فقال: )لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً(؛ ضرورة أنّ الله تعالى هو: )الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ (([93]) وإنّما أمر الله تعالى الملائكة بكتابة ما يجري على العباد وهم في بطون الأمهات، لكونه سبحانه قضـى أنّ تدبير عالم الطين (=الدنيا) بيد الملائكة: )الْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً (، فتعيّن أن تعيد الملائكة كتابة ما قدّره الله تعالى قبل ذلك بخمسين ألف سنة، ولا بأس ببيان هذا وان استدعى بعض البسط..

إنّ نظام الابتلاء هذا، لا يمكن تصوّر أنّه أكمل وأتم من دون حرّ وبرد، وشمس وقمر، وجفاف ومطر، وزراعة وبذر، وفصول أربعة، ومرض وصحّة، وحمل تسعة أشهر، ورضاعة وفطام...؛ إذ ليس غرض الله تعالى من الدنيا، هو مجرد الخلقة، لينتهي الأمر بكن فيكون، كما هو شأنه سبحانه في عالم التقدير والفطرة، أو عالم الذر لمّا استخرج كلّ بني آدم من صلبه دفعة واحدة؛ وإنّما غرضه الآن، الابتلاء والامتحان، وهما لا يكونان إلاّ بتدبير أسباب تتلاءم مع خلق الدنيا من تراب وطين

نام کتاب : عالم الذر نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست