وقبل الجواب عنه نود أن نشير إلى إنهم قسّموا الكتب التي يكتب فيها أقدار الخلق إلى كتابين:

الكتابة على قسمين: تقدير وتدبير!!

القسم الأوّل: كتابة التقدير. وهي التي قضى بها سبحانه قبل خمسين ألف سنة من خلق الدنيا؛ لكونه سبحانه عالماً بما كان، ويكون، وما لم يكن، لو كان، كيف يكون، وقد أودع هذا سبحانه في اللوح المحفوظ أو أمّ الكتاب، وفي هذا خلاف لفظي عند العلماء، لا ثمرة فيه..

القسم الثاني: كتابة التدبير، أو كتابة المحو والإثبات. وهي التي قضـى بها سبحانه على العباد في بطون الأمهات في هذه الدنيا.

قلت: وكلّ من الكتابين ممّا قد جفّ عليه القلم؛ فلقد جفّ القلم قبل خلق الدنيا على: )يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ(، ومن أراد التفصيل فعليه برسالتنا في البداء([92]).