نام کتاب : عالم الذر نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 184
وليس بعد المعراج الشريف من مثال لتداخل العوالم الثلاثة،
الجنة والتراب والبرزخ؛ فلقد رأى النبي فيه، عذاب أهل العذاب ونعيم أهل النعيم،
كما قد رأى الأنبياء والرسل وكلّمهم: ،
سيما آدم ونوح وموسى وعيسى وإبراهيم، بل قد ورد في صحاح الفريقين أنّ النبي 9
رأى الحمزة وجعفر الطيار 8
يتنعمان في الجنّة على الحقيقة([205])؛ هذا
وهو 9 في الدنيا، بل قد ثبت متواتراً أنّه
صلّى ليلة الإسراء بالأنبياء : في الأقصى، مع أنّهم في عالم
آخر، أشرف من عالم التراب الفاني هذا.
والقبر من أجلى الأمثلة على تداخل العوالم؛
فالعوام يظنون أنّ القبر الترابي الذي يودع فيه الميت، هو الذي تحصل فيه ضغطة
القبر، وهو ما يأتيه منكر ونكير (صلوات الله عليهما)، وهوما تنفتح إليه باب من
الجنة أو النّار...، وهذا جهل مطبق وخطأ مستبشع؛ ضرورة أنّ قوانين عالم التراب،
قوانيننا، غير جارية على الإنسان في عالم البرزخ، لا في الابتداء ولا في الوسط ولا
في الانتهاء، بل يستحيل جريانها.
وقد تقول: فما
فائدة زيارة القبور، وتلاوة القرآن عندها ووو، إذا كانت ليس هي؟!!
قلنا: بل هي هي
باعتبار التداخل، وليست هي باعتبار التغاير..؛ فالحقيقة البرزخيّة للقبر، منطوية
متداخلة مع القبر الترابي الذي نزوره؛ بالضبط كتداخل الحقيقة الجنّتيّة مع الهيئة
الترابيّة لقبر النبي المقدّس وكربلاء والكوفة ووادي السلام وقبور أهل العصمة: و... غاية الأمر أنّ هذه الحقيقة، محجوبة عنّا؛ لافتراق قوانين
نام کتاب : عالم الذر نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 184