خاتمة في تداخل العوالم

إشكال أخذ الميثاق بعرفة، والأرض لم تخلق بعد؟!!!.

المقصود بقوله 9: «أخذ الله الميثاق من ظهر آدم، بنعمان، يعني بعرفة» مع أنّ الدنيا لم تخلق بعد: ما يداخل ذلك من المكان في العالم غير الفاني، فلعرفة، الكعبة، قبر النبي، كربلاء، البيت المعمور، الحجر الأسود...، وجود حقيقي مقدّس قبل خلق التراب العنصـري الفاني؛ نظير وجود الروح قبل البدن في الإنسان..، فلقد صحّ دون شبهة أنّ الحجر الأسود (قدسه الله تعالى) قد أنزل من الجنّة، وهكذا قبر النبي الذي هو - كما ثبت في الصحيح -: «روضة من رياض الجنّة»...، والكلّ، في الفرضين، خلق ماديّ، لكن تتفاوت قوانين كلّ منهما بحسب العالم التي هي فيه؛ فقوانين ماديّة قبر النبي في عالم الذر والجنّة، غيرها في الدنيا، وهي غيرهما في البرزخ، وهي غير الثلاثة يوم القيامة، وهكذا كلّ ما خلق الله تعالى، والبسط يخرجنا عن المقصود، لكن حسبنا هذا المثال..

تداخل العوالم، معناه وأمثلته في الشرع

أخرج البخاري قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد المازني رضي الله عنه: أنّ رسول الله قال: «ما بين بيتي أو قبري ومنبري روضة من رياض الجنة»([203]).

وأخرجه الكليني قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى، عن معاوية بن عمار قال: