ثمرات إثبات عالم الذر؟!.

الأولى: فطر الله تعالى أرواح كلّ بني آدم في ذلك العالم فرداً فرداً، على الإسلام؛ أي على معرفة الخالق وتوحيده وعبادته، وقد كان هذا قبل خلق الدنيا والتراب، بل حتّى قبل عالم الذر والأشباح، وقد تواترت نصوص الفريقين في هذا؛ وفيه دفع لشبهة الظلم في فعل الله تعالى.

الثانية: دفع شبهة الجبر المطويّة في حديث النبي: «الشقي شقي في بطن أمّه والسعيد سعيد في بطن أمّه»، فإثبات عالم الذر يرفع توهم حصول الشقاوة والسعادة في بطون الأمهات؛ لكونهما ممّـا تعلقا بالأشباح في عالم الذر قبل خلق الدنيا والأجساد بآلاف السنين.

الثالثة: لم يصنفهم الله تعالى في عالم الذر، ومن ثَمّ في بطون الأمهات، إلى شقي وسعيد، إلاّ بعد أن امتحنهم هناك في عالم الذر؛ فلقد أمرهم بدخول النّار، فأطاع من أطاع وعصى من عصى، كما سيتفصّل.

وهناك ثمرات عظيمة غيرها، وقد ارتأينا أن يكون البحث مقارناً بين الفريقين، سنة وشيعة، في فصلين..

الفصل الأول: ما رواه أهل السنة في عالم الذر.

الفصل الثاني: ما رواه الشيعة في عالم الذر.

وسنعالج مرويات كلّ فريق حسب قواعده في النظر، وأصوله في الفكر؛ دفعاً للمصادرات، ونشير إلى أنّ مشهور أهل السنّة يوافقنا في هذا.