هذا هو التناسخ الباطل الذي أجمعت الشـرائع على بطلانه؛ ولا أدري ما علاقته بعالم الذر وخلق الأرواح قبل الأجساد.

وننبه أنّ المعتزلة الملعونين قالوا: إنّ الشرور خارجة عن سلطان الله وقدرته وإرادته سبحانه؛ وكيفما قلبنا هذا الكفر؛ فنتيجته وجود مصدر ثان غير الله، هو من يأذن بصدور الشرور، تعالى الله عن هذا علواً كبيراً؛ ولهذا ورد فيهم النص النبوي المتواتر عند الفريقين سنة وشيعة: «القدريّة مجوس هذه الأمّة» إذ المجوس يقولون بإلهين؛ واحد تصدر منه الشرور، والآخر الخيرات.

وأما معتزلة اليوم، فليس في كلماتهم أنّ الشـرور خارجة عن سلطان الله تعالى، أو أنها تقع من العبد من دون إذنه سبحانه، غاية ما قالوه أنّ الشـرور تقع بإذن الله تعالى حدوثاً لا بقاءً، وهذا خطأ كبير منهم، لكنه لا يوجب خروجهم عن الدين ..

إذا اتضح هذا، فهاك الأخبار الصحيحة الصريحة الفصيحة عن أهل بيت الطهارة والعصمة : في إثبات عالم الذر، وأنّ الأرواح خلقت قبل الأجساد، وأكثرها أخرجه أهل السنة في مسانيدهم لفظاً أو معنىً..، على ما مرّ ممّا سردناه بعجالة في الفصل الأوّل، ممّا كاد أن يكون متواتراً عندهم؛ فهاك الآتي عن أهل البيت : في مسائل ..