فذهب جماعة من المعتزلة - لعنهم الله -، إلى رد الآيات والأخبار الكثيرة؛ لمخالفتها لعقولهم الضعيفة الباطلة، ونفوا وجود المجردات والملائكة والجن، وتقدم الأرواح على الأبدان، بأنّ ذلك مذهب أهل التناسخ، ويستلزم وجود الشريك للباري جلّ جلاله في التجرد، وأوّلوا الآيات والأخبار بتأويلات أقبح من الرد([138]).

قلت: المعتزلة المعنيّون باللعن، مذهب انقرض، وهم غير معتزلة اليوم من إخواننا المسلمين - هداهم الله -([139]).

ردنا على إنكار الشيخ المفيد 1

قلت: واضح أنّ شيخ مشايخنا المفيد (رضوان الله عليه) إنّما أنكر وجود الأرواح قبل الأبدان، لطرو شبهة المعتزلة الأوائل في التناسخ، فلمّا لم يجد لها مخرجاً، أنكر عالم الذر!!.

وهذا عجيب منه (طيّب الله ثراه)؛ إذ إثبات عالم الذر؛ أي وجود الأرواح، قبل خلق الدنيا، ليس من عقيدة التناسخ الباطلة في شيء أبداً؛ ضرورة أنّ التناسخ الذي أجمعت الشرائع على بطلانه هو ما أدّى إلى إنكار البعث والقيامة والجنّة والنار..

إذ التناسخ الباطل بإيجاز: هو انتقال الروح الإنسانيّة من بعد الموت إلى بدن آخر، إنسان أو حيوان أو شجر، في نفس هذه الدنيا، حسب صلاحه أو طلاحه، فلا قيامة عندهم ولا آخرة، ولا جنّة ولا نار.

[138]روضة المتقين 13: 224.

[139]سيأتي عن قريب الفرق بين هؤلاء المعتزلة الملعونون وباقي فرق المعتزلة فانتظر.