نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 94
برهان قاعدة اللطف .
لكن ما الملزم للقول بقاعدة اللطف ؟!!
قلنا : المحال ، بيانه ..
الله تعالى خلق الخلق ، في الدنيا لا أقل ، لغرضٍ يريده منّا ، وهو سبحانه وتعالى إمّا يخبرنا بغرضه (=التكليف) ، وإمّا لا ، ولا ثالث في البين .
وعلى الأوّل ، لا بدّ من وسيط صادق معصوم يخبرنا بما يريد من غرض فنمتثله ، وما لا يريد فننتهي عنه ، فثبت الأصل الثاني للدين ، وهو الوسيط الصادق المعصوم ، والنبيّ أتم مصاديقه الشريفة ..
وعلى الثاني المحال ؛ فلو لم يخبرنا الله تعالى بما يريد ؛ لزم التكليف بالمحال أو بغير المقدور ، وهو علاوة على منافاة الحكمة ، وهو قبحٌ محال .
ردّه الأشاعرة قالوا : إنّ تكليف الله تعالى فرعون بالإيمان واتباع موسى، من التكليف بغير المقدور ؛ لعلمه الأزلي بعدم إيمانه ولا اتباعه لموسى عليه السلام ؛ فأين الغرض من تكليف فرعون؟!! .
قلنا : هذا الاحتجاج باطل من رأس ؛ لقوله تعالى :وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ([69]) .
إذ ألم يكن الله تعالى يعلم –في الأزل- بمن يتبع الرسول ممّن ينقلب على عقبيه يا أشاعرة ؟!! فالأمر هو الأمر مع فرعون ، فاحفظ .