responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 85

برهان الصديقين مثالاً للتقليد الاستدلالي

قال ابن سينا –واللفظ لي- : الموجود إمّا واجب وإمّا ممكن ، فإن كان الأوّل فهو المطلوب ، ويستحيل على الثاني وجود المعلول بلا علّة ، وهذه العلّة إمّا واجبة وإمّا ممكنة ، فإنْ كان الثاني لزم أن يكون لها علّة ، وهكذا لا بدّ من الانتهاء إلى ما هو واجب بالذات ، وإلاّ دار أو تسلسل ، وكلاهما محال .

وقال صدر المتألهين –واللفظ لي-: الوجود ، شيءٌ واقعي أصيل بسيط غنيٌّ مستقلّ ، لا يتثنّى ولا يتكرر ؛ كونه محضاً لا حدّ له ولا غير ، فلا أوّل له ولا آخر. لا علّة له سوى ذاته ، كما لا شيءَ غيره ؛ فشيئيّة العدم ، وعليّته للشيء بديهيّ البطلان. لا قبل له ولا بعد ؛ وإلاّ تقدّم الشيء على نفسه أو تأخّر ، والبديهة قاضية بالامتناع. هذا هو الواجب سبحانه ، وكلّ ما عداه فأفعاله ومعلولاته ، وإلاّ لزم المعلول من دون علّة وهو بديهيّ الامتناع .

وبعبارة أوجز: الوجود إمّا غنيٌ بذاته، و إمّا فقير لغيره، والأول هو واجب الوجود، وهو صرف الوجود الذي لا أتم منه، لا يشوبه عدم ولا نقص، والثاني: أفعاله المتقوّمة به ؛ وإلاّ لزم وجود المعلول بلا علّة وهو محال([57]).

قلت: فهذا مثالٌ حيّ للتقليد الممدوح ؛ فكلّ العلماء ، سنّة وشيعة ، أشاعرة وماتريدية ومعتزلة ووهابيّة ، تابعوا أرسطو ، أو ابن سينا ، أو صدر المتألهين ، في إثبات وجود الله تعالى خلال تعاطيهم لهذا البرهان القاهر ، والسلطان العقلي الظاهر، ولم يرَ أحدٌ من العقلاء، مسلمون وغيرهم، غضاضة في هذا التقليد؛ كونه ممدوحاً مطلوباً؛ إذ هو من قسم التقليد في الاستدلال.



[57] البرهان ليس بهذا الاجمال ولا هذه السذاجة ؛ فغرضنا -هيهنا- أمرٌ آخر .

نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست