نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 71
والقضيّة ضروريّة وجدانيّة ؛ فمن أغاث ملهوفاً في الخارج ، حصل في نفسه (ذهنه) صورة كاملة تامّة لعمليّة الإغاثة لا تفنى ولا تزول ، اتّحدت مع ذاته اتحاداً ماهوياً فورياً قهرياً ..
فمن أنقذ غريقاً شارف على الموت في الخارج ، فإنّ لعمليّة الإنقاذ هذه صوراً ذهنيّة انعكست عن الخارج أولاً ، وكاشفةٌ عنه ثانياً ، لا تفارق النفس أبداً ، ولا تجانب الروح أطلاقاً ، اتّحدت مع الذات أبداً ، وقد نصّ الشرع على هذا في الأخبار الثابتة عن أهل البيت عليهم السلام ..
فلهذه الصور آثار تكوينيّة في بناء صرح السعادة الأبديّة في ذات الإنسان لا يسعنا البسط فيها ، لنا فيها رسالة إن شاء الله تعالى .
وفي المقابل فأعمال أهل الشر الخارجيّة ، تؤول لتكون صوراً نفسيّة تتّحد مع نفس الشرير اتحاداً فوريّاً قهريّاً ، ولها أيضاً آثار تكوينيّة ، لكنّها مهولة والعياذ بالله سبحانه وتعالى .
فمن ذلك ، قال ابن كثير في البداية : لم يلبث الحجاج بعد قتله لسعيد بن جبير إلاّ أربعين يوماً، وكان إذا نام الحجاج يرى سعيداً في المنام يأخذ بمجامع ثوبه ويقول: يا عدو الله فيم قتلتني؟!.
فيقول الحجاج: مالي ولسعيد بن جبير، مالي ولسعيد بن جبير؟!([50]).
قلت : ليس ما كان يراه الحجاج رؤيا منام ، بل حقيقة وإنكشاف ، وسيأتي البسط في كتابنا تداخل العوالم .
[50] البداية والنهاية(ت: علي شيري) 9: 115. دار إحياء التراث العربي ، بيروت.
نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 71