نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 58
مثال للتأييد بالأخبار النافية
من قبيل قول المعتزلة الأوائل([39]) : إنّ الله غير قادر على فعل القبيح إطلاقاً ، وأنّ الشرور في الكون لا تصدر بإذنه ولا عنه ، تعالى الله سبحانه عن هذا البهتان علوّاً كبيراً .
فمثل قوله سبحانه وتعالى : ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ([40]) نصٌ إرشاديّ ينزّه ما استقلّ به العقل عن الوهميّات ، تلك التي حسبها المعتزلة الأوائل ضروريّات ؛ فهو نصٌ صريح أنّ الله سبحانه وتعالى خالق كلّ شيء ، خيراً وشراً ..
أمّا كونه سبحانه يفعل الخير ؛ فضروري ؛ كونه سبحانه عين الخير ، وأمّا الشرور فلأنّها لا تخرج عن سلطانه سبحانه..، فلولا أنّه تعالى أذن بها ؛ لغرض الرحمة والامتحان والتطهير ، لم توجد .
[39] ننبّه إلى أنّ المعتزلة الأوائل ، قد انقرضوا ، لا وجود لهم اليوم فيما أعلم ، فمعتزلة اليوم لا يقولون بهذا الضلال الشديد ، وسيأتيك التفصيل في كتابنا القضاء والقدر إن شاء الله تعالى .