الجهة التعبّديّة : الطاعة في التكاليف العمليّة .
وأمرها واضح ؛ والمصحّح لهذا التقسيم الإطلاق ؛ فلا ينبغي الخلاف أنّ قوله تعالى : أَطِيعُوا الرَّسُولَ يتناول الجهتين بالضرورة .
الزبدة : فتارة تكون الآية إرشادية إذا كانت جهة البحث والاستدلال عند العلماء مستقلات العقل ؛ إذ العقل استقل بطاعة الرسول -كمعصوم- قبل الشرع .
وأخرى مولويّة إذا كانت جهة البحث والاستدلال عند العلماء التكاليف وما جاء من طريق الشرع ؛ إذ العقل عجز عنها .
والكلام هو الكلام في قوله سبحانه تعالى : مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ([36]).
وأكثر من ذلك قوله تعالى : كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ فقاطبة العلماء فمن دونهم يقول هو مولوي تعبّدي ، وهو تام ، لكن هل فيه جهة إرشاديّة؟!!.
قلنا : لا ريب ؛ إذ مرّ أنّ العقل استقلّ أنّ الخالق له غرض من التكليف ، وإلاّ كان سفهاً وعبثاً ، وهما محال .
الزبدة : كلّ النصوص التعبديّة المولويّة في الصوم والصلاة والحج و...، هي إرشاديّة من جهة كشفها الإجمالي ، عن وجود غرض للخالق تعالى منها.
فاحفظ مجموع المطلب ، فلقد ذهل عنه الكثير .
[36] الحشر : 7 .