فهل قوله تعالى : أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ إرشادي أم مولوي؟!.
قلت : تجد غير واحد من العلماء يقول هو إرشادي ، وبعضهم يقول هو تعبّدي ، بل ربما تجد نفس العالم الجهبذ يقول في موضع من كتبه : هو إرشادي وفي آخر تعبّدي !!.
وقد يحسب بعض المبتدئين أنّ في هذا تنافياً ظاهراً ، وتناقضاً بيّناً ، وليس الأمر كذلك ؛ ففي الآية جهتان : إرشادية ومولويّة ؛ كالآتي :
الجهة الإرشاديّة : إرشادٌ لما استقلّ به العقل .
قلت : لا خلاف بين أصحابنا أنّ وجوب طاعة الله تعالى ، بما هو خالق ، ممّا قد استقلّ بها العقل ؛ لدفع الضرر أو شكر المنعم أو كلاهما .
وكذا العطف في الرسول وأولي الأمر ؛ باعتبارهما مصداقان للوسيط المعصوم ؛ لاستقلال العقل بترتبهما على معرفة الخالق بقاعدتي اللطف والحكمة وغيرهما على ما مرّ بيانه .
وإذن فقوله تعالى: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ من هذه الجهة ، إرشادٌ لما استقلّ به العقل من وجوب طاعة الخالق ووسيطه المعصوم ، نبياً كان المعصوم أم ولياً أم غيرهما .