نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 53
مثال عن أصحابنا في التأييد
قال العلامة : في الباب : الرابع : في أنه تعالى يفعل لغرض ؛ لدلالة القرآن عليه ؛ ولاستلزام نفيه العبث وهو قبيح .اهـ.
أقول (=المقداد السيوري (826هـ) شارحاً) : ذهبت الأشاعرة إلى أنّه لا يفعل لغرض ، وإلاّ لكان ناقصاً مستكملاً بذلك الغرض ، وقالت المعتزلة : إنّ أفعال الله معلّلة بالأغراض ، وإلاّ لكان عابثاً تعالى الله عنه ، وهو مذهب أصحابنا الإمامية ، وهو الحق لوجهين : نقلي ، وعقلي :
أمّا النقلي : فدلالة القرآن عليه ظاهرة كقوله تعالى : أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ([31]) ، وقوله تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ([32]) و : وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ([33]) .
وأمّا العقلي : فهو أنه لولا ذلك لزم أن يكون عابثاً ، واللازم باطل فالملزوم مثله ([34]).
قلت : فغرض التأييد ، دعم ما استقل به العقل في النزاعات ، كما بيّن المثال أعلاه بما لا مزيد عليه .
ولأهميّة هذا المطلب في النظر ، نفرد له هذا العنوان ، فهاكه :