فمن ذلك قوله تعالى : فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ([14]) .
وقوله سبحانه وتعالى : وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ([15]) .
وقوله عزّ وجل : فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا([16]) .
قلت : فمضامين هذه الآيات؛ ككونه سبحانه كتب على نفسه الرحمة ، ممّا يعجز العقل عن دركها استقلالاً ، وطريقها الشرع لا غير .
الزبدة : فالعقل يعجز أن يستقل يقيناً ، بكلّ تفاصيل الأصل الأوّل للدين ؛ إذ معرفة كثيرٍ منهما متوقفة على الشرع .
[14] المائدة: 39 .
[15] الأنعام : 54 .
[16] مريم : 60 .