responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 28

الأصل الثاني بين الإجمال والتفصيل

استقلّ العقل بضرورة الوسيط بين الخالق والمخلوق ، وأنّه معصوم ، لكن هل يستقلّ بحقيقة هذا الوسيط المعصوم ، عدا كونه معصو ماً ؟!.

فهل العقل -بادىء ذي بدء- بقادر على أن يقطع أنّ هذا المعصوم هو من جنس الملائكة ، أم من جنس البشر ، أم من غيرهما؟!! كلاّ وكلاّ .

لم يستقلّ العقل –باديء ذي بدء- بأكثر من كون الوسيط معصوماً ، ذا قدرة تكوينيّة (=المعجزة) وعلماً ظاهراً ، وخلقاً مميّزاً ؛ فلو كان مساوياً لغيره ، لزم ترجيحه على غيره دون مرجّح ، وهو محال ، وهذا أقل ما يقال .

الزبدة : فكون المعصوم مَلَـكَاً ؛ كسيدنا جبرائيل ، أو رحمة للعالمين كنبيّنا محمّد ، أو وليّاً كإمامنا المولى عليّ ، أو كليماً كسيّدنا موسى ، أو وصيّاً كفتاه يوشع ، أو حكيماً كلقمان ، أو ملكاً كطالوت ، أو عالماً لدنّياً كالخضر ، أو معصوماً -لا نبيّاً ولا وصيّاً- كمريم وفاطمة وأمّ موسى ، صلوات الله عليهم جميعاً ، فممّا ورد من طريق الشرع لا غير .

بلى العقل استقلّ أنّ ثمّة معصوماً بين الخلق والمخلوق ، لا نعرفه إلاّ بعلامة (=معجزة) لا كلام في ذلك ، لكنّه ؛ أي العقل ، ذات الوقت قاصرٌ تماماً عن الإحاطة بكلّ مقوّمات النبوّة ، أو مقوّمات العصمة... .

وللتوضيح فإنّ النبوّة –على ما جزم به مجموع العقل والشرع- هي : التي تدور على العلم اللدني (=العصمة) أولاً ، والمعجزة ثانياً ، ووحي التشريع ثالثاً ، وولاية التدبير رابعاً ، والسكينة خامساً.

نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست