responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 26

استقلال العقل بين الإجمال والتفصيل

الأصل الأوّل بين الإجمال والتفصيل

معنى الاستقلال ببساطة هو : أنّ العقل وحده ، بنحو الاستقلال ؛ أي من دون معونة النقل ، وبيان الشرع([13]) ، استطاع أن يقطع بأنّ هناك خالقاً ، لا أوّل لوجوده سبحانه، وعلى هذا الاستقلال العقلي ، إجماع المسلمين خلفاً عن سلف ، حكاه العلامة الحلّي وغيره.

لكن هل ينهض العقل بالحكم -مستقلاً عن الشرع- بكلّ التفاصيل المتفرّعة على ذلك؟!! كلاّ وكلاّ.

وعلى سبيل المثال ؛ فالعقل استقلّ أنّ الخالق لا بدّ أن يكون عالماً قادراً حيّاً ؛ واستقلّ أيضاً أنّه لا بدّ أن يكون عادلاً في خلقه لطيفاً بهم ، وأنّ وقوع الظلم منه سبحانه محال وإن كان قادراً عليه؛ إذ الظالم هو الناقص الفقير المحتاج ، والخالق عين الكمال والجمال ؛ فاستحال وقوعه .

لكن هل استقلّ العقل باليقين أنّ الله سبحانه وتعالى لا بدّ أن يكون غفوراً رحيماً للتائبين من العصاة والمذنبين؟!!

كلاّ ، فلولا أنّ الشرع نصّ على ذلك ، لما استقلّ العقل بمثل هذا اليقين نهائيّاً ، وقس على ذلك .


[13] أي من دون ملاحظة النصوص الشرعيّة ، فسواء وجدت هذه النصوص أم لم توجد فإنّ العقل وحده ناهض بإيجاد اليقين وتحصيل القطع ، وهذا معنى الاستقلال ؛ فإنْ وجدت النصوص ، فهي مؤيّدة لما حكم به العقل لا أكثر ، وتسمّى النصوص في هذا الفرض إرشاديّة ، وسيأتي البيان .

نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست