نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 25
نصّ ابن تيمية على استقلال العقل
قال ابن تيمية (728هـ) في كتابه الردّ على المنطقيين : هذه القضية فطرية بديهية مستقرة في النفوس ، لا يمكن لأحدٍ إنكارها..؛ فلا يمكن لصحيح الفطرة أن يدّعى وجود حادث ، بدون مُحْدِثٍ أحدثه ، ولا يمكنه أن يقول هو أحدث نفسه ([9]).اهـ.
قال ابن تيمية (728هـ) أيضاً : وإنّما بعثت الرسل لتكميل الفطرة؛ لا لتغييرها : فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله...([10]) .
وقال في الصفديّة: قد علم بالضرورة أن الموجود ينقسم إلى واجب قديم قيوم غني خالق ، وإلى ممكن محدث مدبر فقير مخلوق ؛ فلا سبيل إلى جعل الوجود كلّه واحداً واجباً كما يقوله أهل الوحدة، ولا إلى جعله كلّه مخلوقاً مربوباً محدثاً...؛ فإنّ فساد كلّ من القولين من أبين العلوم الضرورية البديهية([11]).
وقال: العلم بأنّ الحادث يفتقر إلى المحدث من أبين العلوم الضرورية([12]).
قلت : وهو صريح باستقلال العقل في حصول اليقين الضروري بوجود الخالق سبحانه ؛ وسيأتي أنّ الأشاعرة جازمون بذلك أيضاً ، قاطعون به ، وإنّما خالفوا فيما ترتّب عليه من الثواب والعقاب ؛ فقالوا : لا ثواب ولا عقاب -بما استقلّ به العقل- قبل مجيء الشرع وبعث الرسل.
[9] الرد على المنطقيين : 253. دار المعرفة ، بيروت ، لبنان
[10] الفتاوى الكبرى 4: 295 . دار الكتب العلميّة ، بيروت .