نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 19
هنا يستقلّ العقل بيقين آخر..؛ إذ لا بدّ من وجود معصوم ثانٍ بعد المعصوم الأوّل([7]) ينصبه الخالق ، يحفظ ما جاء به الأوّل ؛ دفعاً لإشكاليّة المحال ؛ أعني السفه المحال والظلم المحال .
كيف أقف على هذا المعصوم؟!!
تساءل العقل أيضاً عن ماهيّة هذا المعصوم ؛ أهو مَلَك ، أم إنسان ، أم كلاهما ، أم شيءٌ آخر؟!!
عجز العقل عن هذا كليّاً ، فلم يستقل بشيء من هذه الجهة..؛ لكنّه استقلّ أنّ الخالق سبحانه لا بدّ أن ينصب علامةً قطعيّة يقينيّة، حسيّة غيبيّة([8])، لا تخفى حتّى على سذّج الخلق الأسوياء ، يقطعون معها أنّه وسيطٌ بينهم وبينه سبحانه (=المعجزة).
بقي آخر سؤال عند العقل !!
لا بدّ أن يجازي الخالق العصاة والمطيعين ، وإلاّ كانت كلّ قصّة الخلق سفهاً في سفه ، وعبثاً في عبث ، ولغواً في لغو ، وباطلاً في باطل ، والله تعالى منزّه عن ذلك قطعاً ..
[7] ننبّه أنّ العقل –بما هو عقل- لم يستقل بأكثر من ضرورة الوسيط المعصوم مستوعباً كلّ آنات عالم التكليف . أمّا كونه نبيّاً ، أم إماماً ، أم ولياً ، أم وصيّاً أم غير ذلك ، فهذا طريقه الحس والنقل كما هو أوضح من أن يخفى .
ولعلك تقول : فكيف أضحت النبوة والإمامة من أصول الدين؟!
[8] هي غيب ؛ لعجز العقل عن درك القدرة التي أوجدتها ، ذات الوقت هي مدركة بالحواس ؛ كخروج الماء من أصابع نبيّنا محمّد صلى الله عليه وآله ، وانبجاسه من الحجر لموسى .
نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 19