نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 17
هنا استقلّ العقل فجزم –في الجملة- بالإثبات ؛ كونه سبحانه عالماً حكيماً كاملاً غنيّاً ، ليس لاعباً ولا عابثاً ولا سفيهاً (=الحكمة) .
ترتّب على هذا اليقين ، سؤالاً ثالثاً ؛ كالآتي :
هل يجب عليّ أن أعرف ما يريد؟!!
هنا استقلّ العقل بوجوب المعرفة ؛ لمجموع دليلين :
الدليل الأوّل : خوف الضرر ؛ فإنّي أخاف أن يلحقني الضرر لو أهملت المعرفة بما يريد سبحانه (=دفع الضرر) .
الدليل الثاني : شكر المنعم ، كونه تعالى أنعم عليّ بنعمة نور الوجود ، ونزّهني عن ظلمة العدم (=قاعدة شكر المنعم) ([6]).
هنا تساءل العقل :
ماذا يريد الخالق منّي تفصيلاً؟!
استقلّ عقل الملتفت أنّ الخالق سبحانه وتعالى لم يكن عابثاً ، وإنّما كان له غرض من خلقي ، وحكمة من إيجادي، لكنّي لا أعرف ما هو غرضه تفصيلاً ، ولا ما يريد منّي تعييناً ، وهنا أنا بين احتمالين :
الاحتمال الأوّل : أنّه سبحانه يريد منّي شيئاً (=التكليف) ، لم يوصله إليّ ، كما لا يمكنني معرفته لقصوري ، فيتركني على جهالتي وعدم معرفتي ، ثمّ بعد ذلك يحاسبني ويعذّبني على ما لم أتمكّن من معرفته .
[6] اتفق أصحابنا على دلالة الأوّل لوجوب المعرفة ، وأمّا الثاني فمختلف فيه ، والصحيح كفايته.
نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 17