نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 16
والتسلسل؛ فإنّ وجود المخلوقات كلّها بدون خالق ، معلوم الامتناع بالضرورة ([5]).
قلت : هذا هو الأصل الأوّل للدين ، بل هو الأصل الأوّل لكلّ المعارف ، لم يختلف فيه اثنان من عقلاء البشر ، ناهيك عن المسلمين.
لكن من هو الذي أوجدني ؟! أهو الشجر ، أم الحجر ، أم المدر ، أم الماء ، أم الشمس أم القمر؟!! وهل الخالق واحد أم اثنان أم عدّة آلهة ؟!!
هنا اختلف النّاس ؛ فقال الموحدون سنّة وشيعة وغيرهم ، خلافاً للبراهمة والمجوس وبقيّة المشركين : هو واحد أحد ، فرد صمد ، لم يتخذ صاحبة ولا ولد ، لا شريك له في الملك ، أحاط بكلّ شيء حكمةً وعلماً ، على كلّ شيء قدير ، غنيّ حميد ، رؤوف رحيم ، ليس بجوهر ولا عرض ، لا ماهيّة له ، ولا حدّ ، بسيط الحقيقة ، واجب الوجود...، وقد أقاموا البراهين العقليّة القطعيّة على كلّ قضيّة منها ، ولا يسع رسالتنا التعرض لتفاصيل ذلك ، ولا النزاع الآنف ؛ فهذا له شأن آخر .
الحاصل : فالعقل الإنساني –خلال الضروريّات والبديهيّات- استقلّ بوجوب وجود الصانع الخالق في الجملة ، لم يختلف في ذلك اثنان ، وإنّما اختلفوا في التفاصيل بسبب فساد فطرة الكثير .
هنا عاد الإنسان الملتفت ليسأل سؤالاً ثانياً ، ترتّب على الأوّل قهراً :
هل للخالق غرض من خلقي؟!!
[5] درء تعارض العقل والنقل(ت: محمد رشاد سالم) 3: 314 . جامعة ابن سعود ، السعوديّة.
نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 16