نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 15
موجز استقلال العقل بالأصول
غرضنا بيان استقلال العقل في تحصيل اليقين بأصول الدين كالآتي:
هب أنّ إنساناً سوياً ولد في جزيرة ما؛ فالتفت ليعقل وجوده، ووجود ما حوله من الموجودات ؛ فإنّه لا محالة يقطع بقضيّة بديهيّة ضرورية هي :
أنا موجود .
لكنّه لا محالة يتسائل : من أوجدني؟!!
هنا يقطع العقل –إجمالاً- بقضيّة بديهيّة ضروريّة أخرى ([4])، هي أصل المعارف كلّها ، علاوة على أنّها أصل الأديان برمتها ، لم يختلف فيها اثنان من عقلاء البشر سوى أهل السفسطة والدجل..، هي في الجملة:
هناك خالقٌ موجودٌ ، هو من أوجدني .
لاستحالة وجود المعلول (=المخلوق) من دون علّة (=خالق) ، ولاستحالة الوجود من العدم، والقضيّتان بديهيتان كما هو جليّ.
قال ابن تيمية (728هـ) : من المعلوم بالعلم الضروري الفطري ، لكلّ من سلمت فطرته من بني آدم...، أنّ المخلوقات كلّها ، لا بد لها من خالق، وهذا معلوم بالضرورة والفطرة، وإنْ لم يخطر ببال العبد قطع الدور
[4] اليقينيّات -بدواً- على ثلاثة أقسام : ضروريّة وبديهيّة ونظريّة . وهناك من رادف بين الضروري والبديهي ، وفيه نظرٌ شديد ، وسيأتي توضيح ذلك .
نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 15