نام کتاب : الإتحاف في خطر الإشاعة و الإرجاف نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 85
ولكي تعرف حقيقة الإرجاء وأنّه إشاعة مستمرة
نابضة حتى يومنا هذا، يكفي أن نستذكر العقيدة التي ما انفك ينهق بها البعض في
أزماننا من على منابر الاستغفال، فمن نهيقهم من على منابر الإشاعة قولهم:
سيدنا معاوية الذي هو من الطلقاء رضي الله
عنه مؤمن، قاتل سيدنا عليّ بن أبي طالب الذي هو من السابقين الأولين رضي الله عنه
مؤمن، وهم يوم القيامة ـ إن شاء الله ـ على سرر متقابلين.
قال أحمد أمين في كتابه فجر الإسلام:
نشأت المرجئة لمّا رأت الخوارج يكفرون علياً
وعثمان والقائلين بالتحكيم، ورأت من الشيعة من يكفر أبا بكر وعمر وعثمان ومن
ناصروهم، وكلاهما يكفر الأمويين ويلعنهم، والأمويين يقاتلونهم ويرون أنّهم مبطلون،
وكل طائفة تدّعي أنّها على الحق، وأنّ من عداها كافر وفي ضلال مبين، فظهرت المرجئة
تسالم الجميع، ولا تكفر طائفة منهم وتقول: إنّ الفرق الثلاث: الخوارج
والشيعة والأمويين مؤمنون، وبعضهم مخطىء وبعضهم مصيب، ولسنا نستطيع أن
نعيّن المصيب، فلنترك أمرهم جميعاً إلى الله، ومن هؤلاء بنو أمية،
فهم يشهدون أن لا إله الله وأنّ محمداً رسول الله، فليسوا إذن كفاراً ولا ضالين،
بل مسلمين نرجىء أمرهم إلى الله الذي يعرف سرائر الناس ويحاسبهم عليها، وينتج من
هذا أنّ موقفهم إزاء حكم الأمويين موقف تأييد سلبي لا إيجابي، فليسوا ينحازون
إليهم ويحملون
نام کتاب : الإتحاف في خطر الإشاعة و الإرجاف نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 85