قلت: قال ابن حجر في الإصابة: إسناده صحيح([44]). وأخرجه ابن عساكر بأسانيد جياد ([45]).

وما يمزق الفؤاد أنّ الإمام ابن حجر العسقلاني، مع إقراره بصحّة الإسناد قال: لم ينقل أحدٌ أنّ عائشة ومن معها نازعوا علياً في الخلافة، ولا دعوا إلى أحد منهم ليولوه الخلافة([46]).

فموقف ابن حجر العسقلاني إشاعة باطلة من قبله؛ كونها كذبٌ بيّن بواح؛ إذ قد كذّب نفسه بنفسه. وهذا وأمثاله مما لا يحصـى بيسـر يوضّح أنّ كثيراً من عقائد أهل السنّة مبنيّة على هذا الضرب من الإشاعات الباطلة والدعاوى الباطلة، التي لا يشفع لها سلطان البرهان ولا سيادة البيان..

الزبدة هذه النصوص وهناك غيرها ([47])، تفصح أنّ دعوى طلب عائشة الإصلاح كما يذكر أهل السنّة، لا تعدو الإشاعة التي تخفي تحت طياتها ما في نفس عائشة وطلحة والزبير من الطمع اللعين بالخلافة..

[44] الإصابة (ت: عادل الموجود وعليّ معوض) 2: 460. الكتب العلمية، بيروت.

[45] تاريخ دمشق (ت: عمرو العمروي) 18: 407.دار الفكر للطباعة.

[46] فتح الباري (محمد فؤاد عبد الباقي) 13: 56. دار المعرفة، بيروت.

[47] أنظر تفصيل هذا بالنصوص الصحيحة من طرق أهل السنّة في الفصل الرابع من كتابنا:

علي 7 في سنة الرسول9 . الفصل الرابع، طبع دار الأثر، بيروت.