responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإتحاف في خطر الإشاعة و الإرجاف نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 53

ذكرنا أيضاً أنّ الإشاعة بهذا المعنى لم نجد من كتب فيها ولا صنّف أحدٌ حولها من كتّاب الشرق، مع أنّها هي النّاهضة بقلب معادلات التاريخ والإنسانيّة، حسبك إشاعة الإلحاد آنفة الذكر..، بلى ربما يساجل العلماء والمفكرون مضامينها على أنّها عقيدة لكن من دون التفات إلى أنها إشاعة، وقد ألمحنا في المقدّمة إلى أنّ الفرض الثاني يجعل من باطل الإشاعة مع الحقّ رأساً برأس في ميدان الشـرف لا يتفاضلان، وهذه هي الداهية..

وأياً كان فالإشاعة بهذا المعنى؛ لكونها مركّبة، منظومة كاملة من الأفكار المختلقة، ونظاماً كاملاً من العقائد المصطنعة، وبناءً تاماً من المعارف الموضوعة..؛ داهي الدواهي فيما ذكرنا أنّها قادرة على تجميد حتى الضـروريات السماويّة والبديهيات العقليّة، بل تقزيم عامة المتواترات الوحيويّة واليقينيات الإنسانيّة..

تكمن خطورتها ـ مع كلّ هذا ـ أنّه لا يتسنى لجلّ النّاس كشف زيفها إلاّ بعد وقوع الفأس في رأس المجتمعات الإنسانيّة؛ يشهد لذلك أنّ بعض الإشاعات مع كونها خلاف بديهيات العقل وضروراته، مستمرة حتى يومنا هذا منذ عهد نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (علیهم الاسلام)..، ما انفكت تقارع بديهيات العقل، وتساجل ما جاء به الأنبياء والمرسلون..

ومن ذلك إشاعة الحلول منذ العهد السومري فالهندوسي، مروراً بمسيحية نيقيا حتى ساعتنا هذه، وفي الإسلام إشاعة الإرجاء، تلك التي ما زالت نابضة متفشيّة حتى الساعة، كما سينجلي في الفصل القادم..

نام کتاب : الإتحاف في خطر الإشاعة و الإرجاف نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست