responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإتحاف في خطر الإشاعة و الإرجاف نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 43

أقوى إشاعة في تاريخ الإنسان!!

أقوى الإشاعات التي ابتليت بها البشريّة على الإطلاق منذ عهد أبينا نوح 7، أو قبله بقليل، وما زالت نابضة حتى يومنا هذا، إشاعة أنّ مصدر المعرفة الوحيد هي الحواس الخمس، بإلغاء أحكام العقل الكليّة تماماً، وواضح حتى للأغبياء أنّ قولهم: مصدر المعرفة الوحيد هي الحواس. قضيّة عقليّة كليّة ليست حسيّة؛ كونها شموليّة كليّة لا تتخلّف، تتناول الماضي والحاضر والمستقبل؛ فوقعوا في حفرة المصادرة والتناقض قبل غيرهم؛ إذ لا خلاف أنّ أحكام الحس جزئيّة لا تتعدى جدران المختبر، ليست كلّية ولا شموليّة؛ فكيف أضحت أولى قواعدهم كليّة شموليّة؟!!.

ومن مصادراتهم وتناقضاتهم كليّة قولهم: المادة هي الحقيقة المطلقة، وأنّ الوعي والفكر نتاجان للمادّة ([34]).

والمصادرة واضحة جليّة؛ ضرورة أنّ إنكارهم الميتافيزيقا (=ما وراء الحس= ما وراء المادة) هو عين الميتافيزيقا؛ إذ الاعتقاد بالأحكام الكليّة الشموليّة التي تتناول الماضي والحاضر والمستقبل؛ كما هي عقيدة ماركس بالشيوعيّة، ووأوغست كونت بالوضعيّة، هو ميتافيزيقا لا ريب في ذلك؛ إذ لا


[34] المادة لها معنيان عند الفلاسفة: الأوّل: الهيولا، ومعناها القابليّة والاستعداد. والثاني: كلّ ما كان له أبعاد في الواقع العيني الخارجي، كالحجر والشجر والنار وغير ذلك. ومقصود الماديين من المادة هو الثاني، وأمّا الأول فهو عندهم خرافة = ميتافيزيقا.

نام کتاب : الإتحاف في خطر الإشاعة و الإرجاف نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست