وتفسير الفاحشة في الحديث أعلاه بالزنا، كما هو ظن المتفيقهين الجاهلين، خطأ عظيم، أقلّ ما فيه أنّه مصادرة؛ لما مرّ من قول بعض أئمة اللغة وغير واحد من علمائنا 4أنّها: ما يشتد قبحه من الذنوب، وأيضاً لحديث مسلم أنّ القول البذيء فاحشة.

ناهيك عن أنّ عرض الأنبياء ومطلق المعصوم عندنا نحن الشيعة، مبرء من هذا الدنس؛ حفظاً لحرمة النبوّات والرسالات.

وفاحشة عائشة عندنا ـ نحن الشيعة ـ معلومة..؛ ليست هي غير خروجها على إمام زمانها أمير المؤمنين عليّ 7، ناهيك عن نباح كلاب الحوأب لها، واهراقها دماء الآلاف..

الزبدة:

على الأقلّ، لا ظهور في معنى الزنا من قول إمامنا الباقر 7: «ما يعني بذلك إلاّ الفاحشة» للتشابه؛ إذ لفظ الفاحشة من المتشابه كما لا ينبغي أن يخفى..

وعلى الأكثر فالظهور ممتنع بمجموع ما تقدّم؛ إذ عرض الأنبياء (علیهم الاسلام) مصون من الدنس، وهو لا ينافي أن تكون زوجة نبي ـ كنوح ولوط ـ في النّار والعذاب الأليم، فاحفظ.

حاصل التنبيه: الآية نصٌ في حرمة إشاعة ما به هتك حرمة المؤمن، وأمّا المجموع فبالأولى..