responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداء نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 88

فما معنى دعائه له بطول العمر، وقد علم أنّ الآجال لا يزاد فيها ولا ينقص منها، على ما كتب في بطن أمّه؟!.

قيل: معنى ذلك والله أعلم أنّ الله تعالى يكتب أجل عبده، إنْ أطاع الله واتقاه فيكون عمره مدة كذا، فإنْ لم يطع الله وعصاه كان أجله أقل منها؛ يدل على صحة ذلك قوله عز وجل في قصة نوح حين قال لقومه: )اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى (، يريد أجلاً قد قضى به لكم إن أطعتم، فإنْ عصيتم لم يؤخركم إلى ذلك الأجل، وكلٌ قد سبق في علم الله مقدار أجله، على ما يكون من فعله. قال ابن قتيبة: ومثله ما روي أن «الصدقة تدفع القضاء المبرم»، وأنّ «الدعاء يدفع البلاء» وقد ثبت أنّه لا راد لقضاء الله، ومعنى ذلك أنّ المرء قد يستحق بالذنوب قضاء العقوبة، فإنْ هو تصدق دفع عن نفسه ما استحق من ذلك، وكذلك الدعاء يرتفع إلى الله تعالى فيوافق البلاء نازلاً من السماء فيزيله ويصرفه، وكلّ ذلك قد جرى به القلم في علم الله تعالى، أنّه إن تصدّق أو دعا، صرف الله عنه غضبه وبلاؤه([117]).


[117] إرشاد الساري للقسطلاني 10: 107. الأميريّة الكبرى، مصر.

نام کتاب : البداء نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست