قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي([101]).
قلت: وهو نصٌّ أنّ الله تعالى قد قضـى أن يمحو ما قدّره على العباد بالدعاء، وهذا هو البداء الذي نقوله ونعتقده بلحمه وشحمه وعظمه.
ولا منافاة بين الحديثين إطلاقاً ؛ فإنّهما يجمعان بأنّ الله تعالى قد قدّر قبل خلق السماوات، أن يمحو ما قدّر - بعد خلقها- بالدعاء، والله يفعل ما يشاء.
الإمام عاصم الكوفي يحكي الإجماع على هذا !!
قال الإمام عبيد الله بن محمّد بن بطة العكبري (387هـ): قال الإمام المقرىء عاصم بن بهدلة الكوفي (127هـ): كان أصحابنا يقولون: إنّ الله عز وجل يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر([102]).
وعاصم الكوفي من أجلّة أهل الإسلام؛ وكلّ أهل القبلة تقريباً منذ عهد أتباع التابعين حتى اليوم يقرأون القرآن بقرائته المشهورة من طريق
[101] مستدرك الحاكم (ت: مصطفى عبد القادر) 2: 380. رقم: 3333. العلمية، بيروت.
[102] الإبانة الكبرى (رضا معطي وآخرون) 4: 35. رقم: 1419. دار الراية، الرياض.