ولا إثبات. وأمّا اللوح المحفوظ فهل فيه محو وإثبات على قولين. والله سبحانه وتعالى أعلم ([91]).
قلت: من أراد أن يقف على عقيدة الشيعة في البداء، فعليه بكلمة ابن تيمية هذه؛ فلسنا نقول -في الجملة- بغير ذلك، وإن اختلف لسان البيان..
وقد نبهنا في الفصل الأول إلى اختلاف العلماء في حدوث المحو؛ أهو في اللوح المحفوظ أم في كتب الملائكة؟! وقد قلنا: بعدم ترتب أيّ أثر عقدي على هذا، فالأصل هو حدوث المحو بإذن الله تعالى الذي أحاط بكل شيء علماً، سواء أكان اسمه اللوح المحفوظ، أم أُمّ الكتاب؛ لما أوضحنا من أنّ كلاً من المحو والإثبات، لا يخرج عن تقدير الله الذي أحاط بكلّ شيء علماً، قبل خلق الدنيا وبعد خلق الدنيا..؛ فالجميع ممّا قد جف عليه القلم..
[91] مجموع الفتاوى (ت: عبد الرحمن قاسم) 14: 490-492. مجمع الملك فهد، السعودية.